تستهوي أسهم الشركات الناشئة الكثير من المتداولين الراغبين في تحقيق الربح؛ خاصة إذا كانت واعدة ولديها خطة عمل صارمة تلتزم بها أمام العملاء والمستثمرين. فهي بالتالي تعتبر بمثابة فرصة استثمار ناجحة، أرباح أسهمها مضمونة، وليس هناك الكثير من المخاطر في تداولها.

هذا ما حصل مع شركة تسلا المعروفة في مجال صناعة السيارات الكهربائية؛ عندما استطاعت أن تحصل لها على حصة من سوق الأسهم؛ منذ أن طرحت أسهمها للاكتتاب. كيف لا وهي تعد من بين الشركات القليلة التي استطاعت أن تفي بوعودها فيما يخص الاستغناء عن الحاجة للوقود العضوي؛ لتحل محله الطاقة النظيفة. كما نجحت في تحقيق الربح للكثيرين ممن يمتلكون سهم تسلا؛ مع أنها تعتبر حديثة العهد في هذه الصناعة. دعونا نكمل القراءة لنتعرف أكثر عن هذه الشركة وتداول السهم الخاص بها في سوق البورصة.

معلومات وحقائق عن شركة تسلا

أنشأت الشركة في العام 2003، وكان اسمها حينها تسلا موتورز. قام كل من Martin Eberhard و Marc Tarpenning بتأسيسها مع اثنين من الموظفين، وهما إيان رايت وجي بي ستراوبيل. بعد ذلك انضم إليهم Elon Musk حيث قام بالاستثمار فيها، ثم أصبح رئيسها في العام التالي. وبحلول العام 2010 تم طرح سهم تسلا للاكتتاب العام.

يرتكز نشاط الشركة حالياً على صنع السيارات الكهربائية، ومكوناتها. بالإضافة إلى عملها في إنتاج الطاقة وتخزينها في البطاريات باستخدام الألواح الشمسية. وكذلك العمل على تطوير الروبوتات البشرية ومشاريع دمج القيادة الذاتية بالسيارات التي تقوم بتصنيعها.

أصبحت مدينة أوستن في ولاية تكساس الأمريكية المقر الرئيسي للشركة في العام 2021. إن سهم تسلا ومنتجاتها من سيارات الصالون، وسيارات الدفع الرباعي، ومراكز خدمة السيارات، ومحطات الشحن، وورش الهياكل؛ جعلوا من الشركة واحدة من أهم الشركات المنتجة للسيارات الكهربائية في العالم. لتنافس بذلك كبرى شركات السيارات؛ مثل فورد موتورز، وجنرال موتورز، وشركة NIO الصينية، وغيرهم بصافي دخل بلغ 5.6 مليارات دولار، وإيرادات بلغت 53.8 مليارا دولار.

5 أشياء يجب معرفتها عن سهم تسلا

ربما قد يخطر ببالك سؤال الآن لماذا يجب أن يسترعي سهم تسلا اهتمامي أكثر من بقية أسهم الشركات العالمية الأخرى؟ في الحقيقة، منذ الأيام الأولى لانطلاق الشركة كان الرهان محتدماً حول استمرارية مثل هذا النوع من الصناعات. في ظل وجود نقص في المعرفة العلمية حول طريقة تصنيع سيارات كهربائية تعمل بكفاءة عالية؛ تكاد تضاهي أداء السيارات في أيامنا الحالية، وبسعر يستطيع معه الغالبية العظمى من الناس اقتناء واحدة منها.

ومع مرور الوقت أثبتت الشركة جدارتها، وقدرتها على تحويل المستحيل إلى حقيقة. كل هذا جعل المستثمرين يقبلون على شراء سهم تسلا. ومما جعلهم أكثر ثقة فيما يفعلون هو معرفتهم للأمور التالية:

أداء الشركة

قيمة سهم تسلا تعتمد بشكل أساسي على أدائها القوي واستمراريته؛ خاصة وأنها وضعت لنفسها سقف إنتاج شهري يبلغ من 1.5 إلى 2 مليون سيارة سنوياً في كل مصنع من مصانعها Tesla Gigafactory. كمان حددت إنتاج 20 مليون سيارة سنوياً؛ كهدف للإنتاج البعيد الأمد بحلول العام 2030. في حال كانت هذه التوقعات دقيقة، وتمكنت الشركة من تحقيقها فهذا يعني أن الاستثمار في شركة تسلا والربح منه لا يزال مفتوحاً.

من جهة أخرى ينظر البعض الآخر إلى سهم تسلا على أنه محفوف بالمخاطر بسبب كثرة المحن التي تعرضت لها الشركة في الفترة الأخيرة. فمثلا تعرض مصنعها في شنغهاي للإغلاق بسبب الإجراءات التي تفرضها الحكومة الصينية للحد من الوباء. مما كان له دور في التأثير على القدرة الإنتاجية. وفي حال تكررت مثل هذه المتاعب فإن سهم تسلا قد يتعرض للخسارة لأن المستثمرين سيشعرون بالخوف، وينتقلون لشراء أسهم الشركات الأخرى.

منتجات شركة تسلا

لا ينحصر إنتاج شركة تسلا في تصنيع سيارات كهربائية معينة وحسب؛ وإنما هو دائماً في حالة تجديد في قطاعات الأعمال كافة. مما يجعل فرصه زيادة إيرادات الشركة، وأرباح سهم تسلا في سوق البورصة أكبر. كما أن الشركة تقوم بعدة خطوات من شأنها أن تزيد من الإقبال على شراء المنتجات؛ من ضمنها:

1. ابتكار سيارات كهربائية جديدة مع إدخال ميزة القيادة الذاتية إليها؛ مثل سيارة Tesla Semi. التي تعتبر من الشاحنات الصديقة للبيئة، ويمكنها أن تقوم بأداء يكاد يتفوق على أداء الشاحنات في أيامنا الحالية. حيث تستطيع قطع مسافة 500 ميل تقريباً قبل أن تحتاج لإعادة شحنها.
2. الروبوت البشري اوبتيموس تسلا مع أن هناك كثيراً من الشكوك حول قدرة الرجال الآليين على أن يحلو محل البشر في أداء الأعمال؛ إلا أن أوبتيموس يتميز بقدرته على أداء الأعمال الشاقة، وقد يستخدم في المصانع ليزيد الإنتاج، ويقلل الأعباء على البشر.
3. الألواح الشمسية وتخزين الطاقة.

فرع الشركة في شانغهاي

ينتج معمل شركة تسلا في شنغهاي الصينية 2100 سيارة يومياً. ومع أن إنتاجه قليل بالنسبة لغير من مصانع الشركة؛ إلا أن السيارات التي يتم تصنيعها فيه يستفاد منها في تلبية حاجة السوق الصينية؛ التي تشهد ازدياداً كبيراً في عدد المنافسين الصينيين في مجال صناعة السيارات الكهربائية.

بالتالي فإن خروج المعمل عن الخدمة لأي سبب (مثل عودة إجراءات كوفيد 19، أو تفاقم التوتر في العلاقات الأمريكية الصينية) سيفتح الباب أمام المنافسين ليسمح لهم بالاستفادة من المستثمرين والمستهلكين على حد سواء، وسيكون له تأثير سلبي على سهم تسلا.

Elon Musk ودوره في نجاحها

يمكن اعتبار الرئيس الحالي لشركة تسلا ايلون ماسك أحد الأسباب الرئيسية لتسارع نموها؛ مع أن البعض يعتبر صعود سهم تسلا في أسواق البورصة ونجاحها ليس له علاقة بذلك. وأن ذكر اسمه في الآونة الأخيرة على وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي كان بسبب شرائه شركة تويتر بمبلغ 43 مليار دولار.

إلا أننا يجب ألا نغفل عن أن وجود مثل هذا المؤسس الطموح ضمن فريق إدارة الشركة، وما لديه من دوافع وروح ريادية؛ كانوا دوماً هم المحرك لعجلة العمل للمضي قدماً. كيف لا، وقد ضحى هذا الرجل العظيم بكل ما يملك في سبيل إنجاح هذا العمل. وإن هذه الإنجازات ما كانت لتحدث لو لم يفعل ذلك. وإذا افترضنا جدلاً أن Elon تغيب، أو قصر في إدارة الأمور بنفسه- كأن ينشغل بإدارة الشركات الأخرى (Twitter وSpaceX) من يعلم ربما لم تكن الفرق التنفيذية لتتمكن من تحقيق كل هذه النجاحات التي أدت لارتفاع قيمة سهم تسلا .

حقائق وأرقام حول الشركة وسهم تسلا

إن أرقام التسليم الخاصة بمنتجات شركة تسلا في الفترة الماضية تجعل سهم تسلا يستحق المتابعة، وتخصيص حصة له من المحفظة الاستثمارية. ففي الربع الأولى من العام 2022 أنتجت الشركة 305407 سيارات، وسلمت 310048 سيارة؛ بواقع زيادة سنوية بمعدل 68 إلى 69%. ومع أن الإنتاج انخفض 14% مقارنة مع الربع الرابعة من العام 2021 إلا أن التسليم ارتفع حوالي 0.5%.

كل هذه الميزات وأكثر تجعل الاستثمار بعيد الأمد في سهم تسلا استثماراً مربحاً؛ يضمن لك ولعائلتك من بعدك المحافظة على رأس المال مضافاً إليه المرابحة السنوية المضمونة.