عملة ألمانيا لها تاريخ طويل ومعقد شهد العديد من التحورات، حيث يمتد تاريخها إلى فترة العصور الوسطى عندما كانت العملات المعدنية هي الوسيلة الأساسية للتبادل.
ومع مرور الوقت تطورت عملة ألمانيا لتشمل النقود الورقية وواجهت العديد من التحديات، بما في ذلك التضخم خلال الحرب العالمية الأولى وجمهورية فايمار.
كان المارك الألماني هو العملة الرسمية لجمهورية ألمانيا الاتحادية حتى عام 2002، وذلك قبل تبني اليورو ليصبح عملة ألمانيا الرسمية في يناير من العام المذكور.
خصصنا هذا المقال؛ لنوضح لكم فى نقاط بسيطة بعض المعلومات التى يجب معرفتها عن تاريخ العملة الألمانية، والنتائج التي قد تؤثر على الاقتصاد الألماني والعالمي إذا ما تم تغييرها للمرة الرابعة في تاريخ ألمانيا!
5 أشياء يجب معرفتها عن عملة المارك الألماني التي كانت عملة ألمانيا الرسمية حتى عام 2002:
استخدام العملات المعدنية في ألمانيا في العصور الوسطى كان منتشرًا على نطاق واسع، حيث أصدر العديد من الحكام عملاتهم الخاصة.
ومع توسع التجارة نمت الحاجة إلى عملة موحدة. حيث جاء ذلك فى القرن الثامن عشر وتم تقديم النقود الورقية، مما وفر وسيلة أكثر ملاءمة للتبادل.
ومع ذلك لم يكن هذا الشكل الجديد من العملة محصنًا ضد التضخم، وخلال الحرب العالمية الأولى وجمهورية فايمار، أصبح التضخم المفرط مشكلة كبيرة، وتغيرت العملة مرة أخرى.
فيما يلى ملخص أهم 5 أشياء يجب معرفتها عن عملة ألمانيا قبل اليورو عام 2002م.
1/ تاريخ عملة ألمانيا قبل اليورو
- تم إصدار المارك عام 1948 عندما كانت ألمانيا تحت احتلال الحلفاء بدلاً من رايخ مارك الألماني، حيث أصبح المارك منذ ذلك العام هو العملة الرسمية لألمانيا الغربية حتى توحدت ألمانيا عام 1990م.
- وأصبح المارك العملة الرسمية لألمانيا الموحدة من عام 1990م حتى عام 2002م حيث تم إصدار اليورو كعملة رسمية لألمانيا بدلاً من المارك.
- وقبل ذلك، شهدت العملة الألمانية تقلبات تاريخية، حيث انخفضت قيمتها بشكل كبير بعد الحرب العالمية الأولى بسبب تكاليف التعويض الباهظة على ألمانيا.
2/ تاريخ تداول عملة المارك الألماني
- في عام 1998، تم الإعلان من قبل البنك المركزي الأوروبي عن تثبيت سعر صرف اليورو مقابل مارك الألماني بقيمة 1.95583 لكل مارك.
- حيث كان المارك يحتل المركز الرابع كأكبر العملات من أجل الاحتياط.
- وبعد تبني اليورو كعملة رسمية لألمانيا في عام 2002، لا يزال بإمكان الناس تحويل ماركهم الألماني إلى يورو في البوندسبنك حسب سعر الصرف لعام 2002م.
- لا يزال بعض الأشخاص يحتفظون بالمليارات من عملة المارك الألماني، ويمكن للمارك الألماني القديم الآن أن يكون قيمة تذكارية فقط.
- لا يمكن التداول بالمارك الألماني في الأسواق المالية الحالية.
- في عام 1998م أعلن البنك المركزي الأوروبي عن تثبيت سعر صرف اليورو مقابل العملات الأخرى.
3/ العلاقة بين المارك الألماني واليورو
- كما تعلم الآن؛ المارك الألماني كان عملة ألمانيا وألمانيا الغربية الرسمية حتى اعتماد اليورو، وما زالت هناك بعض الأوراق النقدية والعملات المعدنية القديمة في حياة الناس في ألمانيا.
- حتى رغم أنها لم تعد العملات الرسمية للدولة، ويقبل بعض التجار التعامل بالمارك خلال فترات الترويج لسلعهم وتقديم عروض مخفضة عليها.
- يمكن استبدال المارك باليورو مجانًا لدى البنك المركزي الألماني، ويقوم البنك بتجميع المارك حتى ولو طلب شخص استبدال أصغر العملات المعدنية من المارك الألماني إلى اليورو.
- استحوذ المارك الألماني على 12.8% من احتياطيات النقد الأجنبي، بينما استحوذ اليورو على 18.8%.
4/ عوامل تجعل الألمان يفضلون المارك على اليورو
- هناك عدة عوامل تجعل الألمان يفضلون المارك على اليورو، ومنها تأصل “الماركوفيليا” بين الألمان والتي تعني حب المارك، وهو ما يعكس تاريخ العملة واستقرارها في السابق.
- كما يرجع بعض الألمان احتفاظهم بالمارك إلى حالة الغلاء التي ارتبطت باليورو، والتي جعلت بعضهم يطلق على العملة الأوروبية الموحدة اسم “تويرو” بالنظر لارتفاع الأسعار.
- ويعود الأمر أيضًا إلى حالة الخوف من تغيير العملة بين الألمان، حيث غيرت ألمانيا عملتها ثلاث مرات منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وترك ذلك شرخًا نفسيًا كبيرًا في نفوس السكان.
- ومن الملاحظ أن بعض الألمان لا يزالون يحتفظون بكميات كبيرة من المارك رغم مرور 16 عامًا على اعتماد اليورو.
- تفضيل الألمان للمارك لا يؤثر على الاقتصاد الألماني والأوروبي بشكل كبير، حيث أنهم يدركون أن الواقع أنه قد تم تبني اليورو كعملة موحدة في العام 2002 وأصبحت العملة الرسمية لألمانيا والعديد من الدول الأوروبية الأخرى.
- لكن تفضيل الألمان المارك يمكن أن يؤثر على الاستقرار السياسي في المنطقة.
- فعلى الرغم من أن ثلث الألمان يرغبون في العودة إلى العملة الوطنية، إلا أن اليورو لا يزال العملة الرسمية في ألمانيا والاتحاد الأوروبي.
5/ تأثير المارك الألماني على الاقتصاد الألماني والتجارة الدولية
- من المتوقع أن ينمو الاقتصاد الألماني بنسبة 2.9% هذا العام و 4.6% العام المقبل بعد انكماش شهده بنسبة 4.9% في 2020م.
- وقد يكون للعودة إلى المارك الألماني عواقب اقتصادية كبيرة. وفقًا لكبير الاقتصاديين في شركة التأمين الألمانية أليانز، فإن العودة إلى المارك الألماني يمكن أن تؤدي إلى انكماش بنسبة 15٪ في اقتصاد البلاد على مدار عامين.
- إن إعادة تقديم المارك الألماني سيكون بمثابة ضربة كبيرة للاقتصاد الألماني المعتمد على التصدير، وسيكون تهديدًا للاتحاد الأوروبي بأكمله.
- ومع ذلك أظهر استطلاع للرأي أن معظم الألمان يريدون عودة المارك الألماني، لأنه رمز لاستقرار ألمانيا الغربية وقوتها الاقتصادية في العقود التي تلت الحرب العالمية الثانية.
- حيث أصبح المارك الألماني عملة صعبة ذات مكانة دولية، وتم اعتماده كعملة قانونية خلال الأوقات الصعبة في البلدان الأخرى.
- كما أظهرت النتائج الاقتصادية لاتحاد العملات في ألمانيا في عام 1990 أن سلوك الناتج والعمالة والأجور والأسعار والشواغر ومجموعات الاقتصاد الكلي الأخرى قد تأثر بضغط السعر والتكلفة، وتم فحص عواقب هذا الضغط.
- قد يكون للعودة إلى المارك الألماني تأثير كارثي على اقتصاد منطقة اليورو. ومن المحتمل أن ترتفع العملة الألمانية الجديدة بنسبة “هائلة” تتراوح من 15% إلى 20% مقابل عملات الشركاء التجاريين للبلاد، مما يؤدي إلى انخفاض بنسبة تصل إلى 20% في الصادرات الألمانية وانخفاض بنسبة 5% في الناتج المحلي الإجمالي في غضون عام.
أسباب إدخال اليورو كبديل لعملة ألمانيا الوطنية:
اليورو هي العملة الموحدة للاتحاد الأوروبي ولها العديد من المزايا والفوائد. تشمل هذه المزايا؛
- زيادة نسبة التصدير للدول التي تعتمد اليورو وتتداوله.
- التشجيع على الاستثمارات الأجنبية الخارجية.
- تقوية قدرة الدول الأوروبية الاقتصادية عالميًا والعمل على منافسة الاقتصادات العالمية القوية.
- تعزيز العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بين الدول الأوروبية.
بالإضافة إلى ذلك، تساعد اليورو على القضاء على تقلبات أسعار الصرف، وتحفيز المزيد من التجارة عبر الحدود في منطقة العملة الموحدة.
ومع ذلك، فإن إدارة العملات المتعددة وأسعار الصرف تشكل تحديات لليورو، حيث يرغب الاتحاد الأوروبي في تكامل اقتصادي أكبر داخله.
Comments (No)