تطور تكنولوجيا تداول العملات

تُعد تكنولوجيا تداول العملات جانبًا حيويًا من جوانب الاقتصاد العالمي، حيث يتم تبادل تريليونات الدولارات يوميًا في سوق العملات الأجنبية «الفوركس».

على مر السنين تطورت التكنولوجيا المستخدمة في تداول العملات بشكل كبير؛ من التداول اليدوي إلى المنصات الإلكترونية والأنظمة المتطورة المدعومة بالذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.

وحصرًا لرحلة التطور هذه؛ سوف نستكشف في هذه المقالة التطورات الرئيسية في تكنولوجيا التداول التي أحدثت ثورة في سوق الفوركس. 

كما نتعمق في دور التداول الخوارزمي والذكاء الاصطناعي (AI) والتعلم الآلي في إعادة تشكيل الصناعة. وندرس أيضًا إيجابيات وسلبيات هذه الابتكارات التكنولوجية، بالإضافة إلى قدرتها على تشكيل مستقبل تداول العملات الأجنبية.

لتلقي كامل الفائدة؛ يرجى متابعة القراءة حتى النهاية.

مراحل تحول تكنولوجيا تداول العملات 

في الأيام الأولى لتداول العملات، كان التداول اليدوي هو القاعدة. حيث استخدم التجار أنظمة الهاتف والتلكس للتواصل مع بعضهم البعض، مع وصول محدود إلى بيانات ومعلومات السوق. 

كما كانت المعاملات بطيئة وغير فعالة ومكلفة، بالإضافة لارتفاع رسوم المعاملات وفترات الانتظار الطويلة. 

كذلك جعل الافتقار إلى الشفافية من الصعب على المتداولين اتخاذ قرارات مستنيرة، وكان السوق عرضة للتلاعب والتداول من الداخل.

وهذا ما أدى إلى البحث عن تطوير طرق التداول وتقنياتها وتسبب في أهم التحولات في تكنولوجيا تداول العملات في العالم.

التحول الرئيسي الأول (التداول الخوارزمي)

تكنولوجيا تداول العملات ، التداول الخوارزمي
تكنولوجيا تداول العملات ، التداول الخوارزمي

يُعد هذا الابتكار تحولًا كبيرًا في سوق الفوركس، حيث مكّن المتداولين من معالجة كميات هائلة من البيانات حتى على منصات التداول القديمة.

ويشير التداول الخوارزمي المعروف أيضًا بإسم التداول الآلي، إلى استخدام برامج وخوارزميات الكمبيوتر لتنفيذ التداولات في الأسواق المالية. 

لقد أحدث ثورة في طريقة إجراء التداول، وأصبح أداة أساسية للتجار والمستثمرين والمؤسسات المالية.

حيث يتضمن التداول الخوارزمي: 

  • استخدام نماذج وخوارزميات رياضية معقدة لتحليل بيانات السوق وتنفيذ التداولات. 
  • تم تصميم الخوارزميات لتحديد الأنماط في بيانات السوق ، مثل تحركات الأسعار ، والحجم ، والتقلبات ، ولاتخاذ قرارات التداول بناءً على هذه الأنماط. 
  • ومن ثم تنفيذ التداولات بمعدل أسرع بكثير مما كان ممكنًا في السابق.

تعود جذور التداول الخوارزمي إلى أوائل السبعينيات، عندما تم تطوير أول أنظمة تداول محوسبة. 

على مر السنين، تطور التداول الخوارزمي ليصبح أكثر تعقيدًا، باستخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.

تضمن التداول الخوارزمي منذ ظهوره فى العموم العديد من المزايا وهى كما يلي:

  • زيادة معدلات وسرعة التداول: تسمح هذه الميزة للمتداولين بالاستفادة من فرص السوق العابرة والوقتية، حيث يسمح التداول الخوارزمي بالتنفيذ السريع للصفقات.
  • تقليل الخطأ البشري: غالباً ما تكون عمليات التداول الخوارزمي أكثر دقة وكفاءة حيث تتم من خلال أتمتة عملية التداول، مما يقلل من مخاطر الخطأ البشري.

وعلى الرغم من مزاياه إلا أنه حمل العديد من التحديات والمخاطر المحتملة كذلك وهي كما يلي:

  • يتغير السوق باستمرار، وبالتالي فإن الإشارات المناسبة خلال دورة اقتصادية واحدة قد لا تكون صالحة في دورة اقتصادية أخرى.
  • يمكن أن يحدث انزلاق في الأسعار، وهو ما يعني أن الصفقة قد تنفذ بسعر أعلى أو أقل من السعر المتوقع.
  • يمكن أن يتعرض التداول الخوارزمي للأعطال الفنية.
  • يمكن أن يحيد التداول الخوارزمي عاطفة السوق.
  • يمكن أن يؤدي التداول الخوارزمي إلى تفاقم انهيار البورصة في حال ما حدث تلاعب من بعض الأطراف الفاعلة معدومة الضمير.
  • يمكن أن يؤدي التداول الخوارزمي إلى زيادة التشابك في الأسواق المالية.
  • يمكن أن يؤدي التداول الخوارزمي إلى تفاقم الاضطرابات في الأسواق المالية.

مع ذلك فإن بعض تلك المخاطر يمكن للمتداولين إحتوائها عن طريق اتباع بعض الإجراءات، مثل وضع توقف مضمون لإيقاف الخسارة، وطلب حد لتحديد المستوى الذي يريدون فيه إغلاق تداولهم.

كما يمكن للمتداولين مراقبة حركات السوق وتحركات الأسعار، واستخدام تنبيهات الأسعار لتلقي إشعارات عندما يصل السوق إلى السعر المحدد.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن تخفيض تكاليف المعاملات ومراقبة ظروف السوق باستمرار عن طريق استخدام التداول الخوارزمي.

التحول الرئيسي الثاني (الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة)

تكنولوجيا تداول العملات ، الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة
تكنولوجيا تداول العملات ، الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة

في الموجة الثانية من تطور تكنولوجيا تداول العملات، ظهر الذكاء الاصطناعي (AI) والتعلم الآلي (ML) كأحد التطورات الرئيسية التالية التى تملك القدرة على إحداث ثورة في الصناعة من خلال تمكين المتداولين من اتخاذ قرارات أكثر استنارة وتحسين استراتيجياتهم في الوقت الفعلي.

الذكاء الاصطناعي (AI) في سوق الفوركس 

الذكاء الاصطناعي (AI) هو مجال يستخدم فيه الحواسيب والأنظمة الآلية لتنفيذ مهام تتطلب الذكاء البشري، مثل التعلم، والتفكير، والتخطيط، والتحليل.

ويُعد استخدام الذكاء الاصطناعي في سوق التداول أداء ثورية لتحسين الأداء وتحقيق الأرباح:

  • يمكن للروبوتات التداول بالذكاء الاصطناعي تسمح للمستثمرين بأتمتة عمليات التداول بدلاً من تنفيذها يدويًا، ومتابعة السوق على مدار الساعة.
  • يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل البيانات والتنبؤ بالاتجاهات السوقية وتحديد فرص البيع والشراء في السوق وتقديم تفاصيل دقيقة عن وقت تنفيذ الصفقات ومقدار المخاطرة.
  • يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل الأخبار والتغييرات الاقتصادية والسياسية وتحديد تأثيرها على السوق.

تعلم الآلة (Machine Learning): هو فرع من فروع الذكاء الاصطناعي يهتم بتصميم وتطوير خوارزميات وتقنيات تسمح للحواسيب بامتلاك خاصية “التعلم”.

حيث يعتمد تعلم الآلة على البيانات والخوارزميات لتحليل الأنماط والتنبؤ بالنتائج بدقة أعلى.

مما يجعلها أداة متطورة من أدوات تكنولوجيا تداول العملات يمكن تحقيق استفادة قصوي للمستخدمين.

يمكن القول إن اعتماد الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في تداول العملات الأجنبية أدى إلى العديد من الفوائد، ومنها:

  • تحسين دقة التنبؤ بارتفاع قيمة العملات المشفرة وتراجعها: حيث تستخدم منصات التداول بالذكاء الاصطناعي خوارزميات متقدّمة وبرامج تعلم آلي لهذا الغرض.
  • تحسين الأداء في تداول العملات الأجنبية: حيث يمكن تدريب خوارزميات التعلم الآلي لتحليل البيانات واتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب.
  • توفير الوقت والجهد: حيث يمكن للروبوتات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي تنفيذ الصفقات بشكلٍ أسرع وأكثر كفاءة من التداول اليدوي.
  • تحسين الربحية: حيث يمكن للروبوتات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي اكتشاف أفضل طريقة للربح من التداولات.
  • تحسين الأمان: حيث يمكن للروبوتات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي تحليل البيانات بشكلٍ دقيق وتفادي المخاطر المحتملة في التداول.

يمكن القول إن استخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في تداول العملات الأجنبية يعد أسلوبًا جديدًا من الاستثمار يحمل العديد من المزايا.

اسئلة شائعة:

كيف يمكن لتكنولوجيا تداول العملات مثل الذكاء الاصطناعي تحسين تداول العملات الأجنبية؟

يمكن القول إن الذكاء الاصطناعي يمكنه تحسين تداول العملات الأجنبية من خلال تحليل البيانات واتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب، وتحسين دقة التنبؤ بارتفاع قيمة العملات المشفرة وتراجعها، وتنفيذ الصفقات بشكلٍ أسرع وأكثر كفاءة، واكتشاف أفضل طريقة للربح من التداولات، وتحليل البيانات بشكلٍ دقيق وتفادي المخاطر المحتملة في التداول، وتحليل المشاعر وتحليل كميات كبيرة من المعلومات النصية من أجل تحليل المشاعر وتحسين التداول.

هل يمكن للمبتدئين استخدام الذكاء الاصطناعي من بين تكنولوجيا تداول العملات في التداول؟

نعم، يمكن للمبتدئين استخدام الذكاء الاصطناعي في التداول، حيث توجد منصات تداول تستخدم الذكاء الاصطناعي وتتيح للمستثمرين بأتمتة عمليات التداول بدلاً من تنفيذها يدويًا، ومتابعة السوق على مدار الساعة. كما يمكن للمستثمرين استخدام الروبوتات التداول بالذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات والتنبؤ بالاتجاهات السوقية وتحديد فرص البيع والشراء في السوق وتقديم تفاصيل دقيقة عن وقت تنفيذ الصفقات ومقدار المخاطرة. ومع ذلك، يجب الانتباه إلى أن الروبوتات التداول بالذكاء الاصطناعي لا يمكن الاعتماد عليها كلياً فهي لا تضمن ربحاً مؤكداً. يمكن للمبتدئين الاستفادة من المنصات التي تسمح لهم بالتداول بطريقة آلية وتقريبًا دون الحاجة إلى شراء وبيع الأصول يدويًا.

Comments (No)

اترك تعليقا