أرامكو السعودية هي أكبر منتج للنفط في العالم. تُعرف الشركة ، التي وراء أسهم أرامكو ، رسميًا باسم شركة الزيت العربية السعودية ، وهي مملوكة للدولة بشكل أساسي ويقع مقرها في الظهران بالمملكة العربية السعودية. كما إنها الشركة الأكثر ربحية في العالم ، وتتفوق حتى على عمالقة التكنولوجيا مثل Apple (AAPL) و Alphabet’s Google (GOOGL).

ألقى العالم نظرة خاطفة على اللمحة المالية لهذه الشركة السرية منذ فترة طويلة بعد أن كشفت وكالات التصنيف الائتماني التفاصيل المالية عن أرامكو السعودية في أبريل 2019 قبل طرحها الأول لبيع السندات الدولية ، والتي جمعت 12 مليار دولار.

بدأت أسهم أرامكو السعودية في جذب انتباه المستثمرين المتزايد في عام 2016 عندما أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود عن خطط لإدراج 5٪ بتقييم يقارب 2 تريليون دولار فيما أصبح أكبر طرح عام أولي (IPO).

وهنا جمعنا لك عزيزي القارئ أهم 5 أشياء يجب معرفتها عن سهم أرامكو ، وهي التالية :

تاريخ شركة وأسهم أرامكو السعودية

تأسست أرامكو السعودية بعد اتفاقية امتياز بين الحكومة السعودية وشركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا في عام 1933. وبدأت الشركة عمليات الحفر الأولية بعد فترة وجيزة من الاتفاقية ، وبدأت أول إنتاج تجاري للنفط في عام 1938.

توسعت الشركة بسرعة في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية على مدار العقد التالي ، حيث وصل إنتاج النفط الخام إلى 500,000 برميل يوميًا في عام 1949.

من أجل مواكبة الإنتاج ، قامت الشركة ببناء خط أنابيب التوزيع الخاص بها وبنت خط الأنابيب العابر للعربية – الأطول في العالم.

في عام 1973 ، اشترت الحكومة السعودية حصة 25٪ في الشركة ، وزادت حصتها تدريجياً إلى 100٪ في أواخر السبعينيات.

تأسست شركة الزيت العربية السعودية رسميًا في الثمانينيات.

خلال التسعينيات ، أقامت تحالفات عالمية وصفقات شراكة. بدأت الشركة أيضًا في الاستثمار بكثافة في البحث والتطوير (R & D) للتوسع في المنتجات غير المعدنية والمنتجات الخام إلى الكيماويات.

أمين ناصر هو المدير التنفيذي الرئيسي لشركة أرامكو السعودية. هو رئيس الشركة والمدير التنفيذي (الرئيس التنفيذي / CEO). كما أنه عضو في مجلس إدارتها الذي يرأسه رئيس مجلس الإدارة ياسر عثمان الرميان.

بحلول عام 2017 ، أصبحت شركة النفط العملاقة المالك الوحيد لأكبر مصفاة للنفط الخام في موقع واحد في أمريكا الشمالية في بورت آرثر ، تكساس.

الطرح العام الأولي لأسهم أرامكو السعودية

وبحسب ما ورد توقفت خطط الظهور العام للشركة في الماضي حيث جادل بعض مراقبي السوق بأن القيمة الحقيقية لشركة أسهم أرامكو كانت أقل بكثير من تقييم ولي العهد البالغ تريليوني دولار.

كانت هناك أيضًا شكوك حول ما إذا كان المستثمرون سيردون سلبًا على الاكتتاب العام الأولي لأسهم أرامكو نظرًا لادعاءات أن بن سلمان كان قوة رئيسية وراء القتل المزعوم للصحفي في واشنطن بوست جمال خاشقجي.

طرحت أسهم أرامكو السعودية للاكتتاب العام في عام 2019 ، حيث جمعت 25.6 مليار دولار من خلال بيع ثلاثة مليارات سهم أرامكو. كان هذا المبلغ 1.5٪ فقط من قيمة الشركة – أقل بكثير من شركات مثل Apple ، التي تمتلك أكثر من 84٪ من أسهمها من قبل الجمهور.

 يسمح الحد من الملكية للمملكة العربية السعودية بالبقاء في السيطرة على الشركة حيث أن عائدات الطرح أساسية لخطة السعوديين لتنويع شركة النفط العملاقة.

باستخدام خيار greenshoe أو التخصيص الزائد ، رفعت الشركة حجم الاكتتاب العام الأولي إلى 29.4 مليار دولار بعد بيع 450 مليون سهم إضافي. قدر سعر الاكتتاب العام الشركة بـ 1.87 تريليون دولار – لا يزال أقل من تقييم ولي العهد.

مشاركة المملكة العربية السعودية في شركة وأسهم أرامكو السعودية

نظرًا لأن الشركة هي في الأساس كيان مملوك للدولة ، فإن حكومة المملكة العربية السعودية تستمد جزءًا كبيرًا من ثروة شركة وأسهم أرامكو. في الواقع ، تدفع أرامكو السعودية معدل ضرائب باهظًا بنسبة 50٪ للحكومة السعودية. قبل عام 2017 ، كان معدل الضريبة 85٪.

أسفرت علاقات شركة أسهم أرامكو السعودية مع الحكومة عن تصنيف أقل مما كان متوقعًا لشركة بمكانتها. صنفت Moody’s الشركة على أنها A1 بسبب روابطها الائتمانية بالحكومة السعودية.

هذا يضعها في مرتبة أدنى من نظرائها مثل Chevron و Exxon.

ماذا تقول وكالة موديز عن شركة وأسهم أرامكو ؟

وكتب ريحان أكبر ، كبير مسؤولي الائتمان في وكالة موديز للتصنيف ، أنه “في حين أن هناك سجلًا واضحًا من إدارة أرامكو كشركة مستقلة تجاريًا ، فإن ميزانية الحكومة تعتمد بشكل كبير على مساهمات أرامكو في شكل إتاوات وضرائب وأرباح”.

في محاولة لتحويل نفسها من شركة منتجة للنفط وتصديرها إلى شركة بترول متكاملة ، شكلت شركة أسهم أرامكو مشروعًا مشتركًا مع تكساكو في الولايات المتحدة في عام 1989.

البيانات المالية لأسهم أرامكو السعودية

لم تكن البيانات المالية لأرامكو السعودية متاحة للجمهور منذ تأميم الشركة في أواخر السبعينيات. قدمت شركة النفط معلوماتها المالية في نشرة اكتتاب مرتبطة ببيع سندات بقيمة 10 مليارات دولار مخطط لها في عام 2019.

تمثل السنة المالية 2020 السنة الثانية لأرامكو السعودية كشركة عامة. تميز العام بسلسلة من نقاط الضعف ، بفضل جائحة كوفيد -19 العالمي. بلغ صافي الدخل 49 مليار دولار لهذا العام 2020 ، وهو انخفاض عن 88 مليار دولار أبلغت عنها الشركة في عام 2019.

كان للطلب وتقلب أسعار الطاقة تأثير كبير على الشركة ونتائجها النهائية خلال العام. أظهر النصف الثاني من العام تحسنًا طفيفًا حيث بدأ الطلب في الارتفاع.

واستقرت احتياطيات أرامكو عند 255.2 برميلًا اعتبارًا من 31 ديسمبر 2020. وشمل هذا الرقم 198.8 مليار برميل من النفط الخام ، و 25.2 مليارًا من سوائل الغاز الطبيعي. إلى جانب 191.6 تريليون قدم مكعب قياسي من الغاز الطبيعي.

قارن هذا باحتياطيات شركة Exxon Mobil ، التي سجلت 15 مليار برميل – 60٪ نفط و 40٪ غاز طبيعي – بحلول نهاية عام 2020.

على الرغم من التحديات ، لا تزال أرامكو السعودية في صدارة منافستها. شركة رويال داتش شل (RDS.A) هي أكبر شركة عامة بعد أرامكو السعودية ، حيث سجلت أرباحًا بلغت 4.85 دولار للسنة المالية ، مقارنة بأرباح سنوية قدرها 16.5 مليار دولار لعام 2019.

شركة أبل هي الشركة العامة الأكثر ربحية في العالم بعد أرامكو. حقق صانع iPhone أرباحًا بلغت 57.4 مليار دولار في عام 2020 ، بزيادة عن 55.2 مليار دولار التي حققتها في عام 2019.

حققت الشركة علامة فارقة بعد عام من طرحها للاكتتاب العام ، حيث قامت بشراء 70٪ من أسهم الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) لتصنيع الكيماويات.

الـ 30٪ المتبقية من أسهم الشركة مملوكة ويتم تداولها من قبل المساهمين العموميين في البورصة السعودية. اكتمل الاستحواذ في عام 2020 وبلغت قيمته 69.1 مليار دولار.

سعر سهم أرامكو السعودية

جاء ارتفاع سعر سهم أرامكو خلال الشهر الأول من عام 2023 ، بعدما كشف تصنيف “براند فاينانس غلوبال 500” للعلامات التجارية الأعلى والأقوى على مستوى العالم تصدُّر الشركة السعودية القائمة بالشرق الأوسط وأفريقيا بعد ارتفاع قيمة علامتها التجارية إلى 45.23 مليار دولار في 2023، مقابل 43.64 مليار دولار في عام 2022.

كما جاء ارتفاع سعر سهم أرامكو وسط توقعاتها بزيادة الطلب على النفط بقوة خلال العام الجاري (2023) بالتزامن مع إعادة فتح الصين اقتصادها وتعافي سوق الطيران.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية أمين الناصر -في تصريحات خلال المنتدى الاقتصادي العالمي “دافوس”- ، إن الطلب على وقود الطائرات يشهد تحسنًا ملحوظًا، ويبلغ الآن قرابة مليون برميل يوميًا، وما يزال دون مستويات ما قبل وباء كورونا، بحسب وكالة بلومبرغ.

وأضاف أن العالم يحتاج من 4 إلى 6 ملايين برميل يوميًا من الإنتاج الجديد للتعويض عن الانخفاض الطبيعي في الحقول، مؤكدًا أن الشركات بحاجة إلى زيادة الاستثمار في إنتاج النفط.

وتتوقع العديد من بنوك وول ستريت، بما في ذلك غولدمان ساكس، ارتفاع سعر برميل النفط فوق الـ100 دولار في النصف الثاني من عام 2023.

وترجح شركة أسهم أرامكو استمرار نمو الطلب على النفط خلال العقد المقبل، حتى مع ازدياد شعبية السيارات الكهربائية واستثمار الأموال في الطاقة المتجددة.

قال خبير أسواق المال محمود عطا إن التوسعات التي تسعى إليها شركة أسهم أرامكو في مجال تصدير الهيدروجين تزامنًا مع معدل سعره تعزز من المركز المالي للشركة، ومن ثم أسهم أرامكو.

ويرجح أن تنعكس التوقعات التفاؤلية لاقتصاد الصين على أحجام تصدير الشركة للنفط الخام، متوقعًا أن تشهد نتائجها المالية مزيدًا من الدعم والإيجابية وبالتالي التأثير الإيجابي على سعر سهم أرامكو.

وأشار إلى أن سعر سهم أرامكو مؤهل لملامسة مستوى 40 ريالًا بعد إعلان نتائجها المرتقب لعام 2022 كاملًا، التي من الواضح أنها ستحمل مزيدًا من الإيجابية والمفاجآت للمستثمرين طويلي الأجل والذين ينتظرون خطط توزيع أرباح أسهم أرامكو.

المحصلة النهائية

ربحت القيمة السوقية لسهم أرامكو السعودية أكثر من 22 مليار ريال سعودي (5.86 مليار دولار أمريكي) في تعاملات الأسابيع الـ3 الأولى من شهر يناير/كانون الثاني 2023.

ويتزامن ذلك مع سعي شركة أسهم أرامكو لزيادة إنتاجها اليومي من النفط، وسط تزايد التوقعات الإيجابية بشأن الطلب على الخام بالصين، بالإضافة إلى تصدُّر العلامة التجارية لعملاقة الطاقة السعودية قائمة العلامات التجارية الأكثر قيمة في الشرق الأوسط وشمال وأفريقيا، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وكل هذا لا بدّ أن ينعكس إيجابًا على سعر سهم أرامكو.