تشارلز كوك؛ أسم ربما اعتدت سماعه إذا كنت من متابعي صحف الأخبار العالمية، فهو يعتبر من الشخصيات المؤثرة في الساحة السياسية والاقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية.
خاصة وأنه من الشخصيات المثيرة للجدل والتي لها تأثير كبير في العديد من المجالات.
هذا وبغض النظر عن تربعه على المرتبة العشرين بين أغنى أغنياء العالم على مؤشر بلومبرغ للمليارديرات في عام 2021، وهو الحدث الذى ربما يكون السبب في بحثك عنه و قراءتك لهذا المقال.
ونحن بدورنا سنجيبك عن تساؤلك؛ من هو تشارلز كوك؟ وما هى قصته؟ ولماذا اشتهر بأنه فاعل خير ؟ وكم تبلغ ثروته حقاً؟
في هذا المقال؛ سوف نقدم إليك كل ما يجب أن تعرفه عن الملياردير الأميركي تشارلز كوك ومقدار صافى ثروته وخبراته الاستثمارية.
تشارلز كوك؛ من هو ؟
تشارلز دي غانال كوك (Charles Koch): أحد أشهر رجال الأعمال الأمريكيين، وناشط فى مجال العمل الخيري حيث يقع في جداول أهم استثماراته.
مولده ونشأته :
ولد تشارلز في 1 نوفمبر عام 1935، ولم يعش حياة متميزة كطفل رغم نشأته في أسرة ثرية.
حيث صرح كوك في مقابلة عام 2016: «أراد والدي أن أعمل وكأنني أفقر شخص في العالم».
بعد الالتحاق بعدة مدارس ثانوية خاصة، تلقى كوك تعليمه في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. وهو عضو في أخوية بيتا ثيتا باي. حصل على درجة بكالوريوس العلوم في الهندسة عام 1957، ودرجة ماجستير العلوم في الهندسة الكيميائية عام 1960.
حيث صب كوك تركيزه على طرق تكرير النفط. وبعد تخرجه من الجامعة، بدأ كوك العمل في شركة آرثر دي. ليتل.
شخصيته وتوجهاته :
عندما كان تشاليز طفلاً (كما يحب أن يتذكر وهو الآن في عمر 88 عامًا) جعله والده يعمل خلال فصول الصيف الحارة التي تبلغ حرارتها حوالي 38 درجة مئوية في كنساس، وذلك لاقتلاع نباتات الهندباء البرية، وقص وتجميع القش، وحلب الأبقار، وحفر الخنادق.
وهو ما يفسر شخصيته الإنسانية المتعاطفة مع الطبقات العاملة واهتمامه بالمساواة المجتمعية وكرامة الإنسان واحترامه.
ويذكر أيضاً في هذا الخصوص مقالة نشرت في صحيفة وول ستريت جورنال في أبريل 2014، حيث انتقد كوك إدارة أوباما واتهمها بمهاجمة المفاهيم الأساسية للكرامة والاحترام والمساواة أمام القانون والحرية الشخصية.
حيث يزدي كوك «الحكومة الكبيرة» و«الطبقة السياسية». كما يعتقد أن أصحاب المليارات وارن بافيت وجورج سوروس، اللذان يمولان منظمات ذات أيديولوجيات مختلفة «لم يتعرضا بالقدر الكافي لأفكار الحرية».
أعماله الخيرية :
أمتاز تشارلز كوك بأنه رجل يعمل وفقاً لمبادئه، حيث يدعم العديد من المؤسسات الخيرية، وساهم في الحزب الجمهوري والمرشحين والجماعات التحررية ومختلف المؤسسات الخيرية والثقافية.
كما يدعم كوك معهد الدراسات الإنسانية ومركز ماركاتوس، ويشغل منصب الرئيس التنفيذي لمؤسسة كوك الخيرية، ويوفر الدعم المالي لعدد من المنظمات الخيرية.
مسيرته المهنية :
على مدى خمسة عقود، عمل تشارلز كوك وشقيقه ديفيد كوك، (الأخوان الثاني والثالث بين أربعة إخوة) بتنمية شركة والدهما “كوك إندستريز”.
الي الحد الذي جعلها إمبراطورية مترامية الأطراف تعمل في تشغيل خطوط أنابيب النفط وتنتج كل شيء، من الأسمدة إلى الأكواب الورقية.
وخلال تلك المسيرة أصبحا أيضًا أكثر المانحين تأثيرًا في السياسة المحافظة.
ترتيبه بين أثرياء العالم :
في أغسطس 2021، تربع تشارلز كوك على المرتبة العشرين بين أغنى أغنياء العالم على مؤشر بلومبرغ للمليارديرات، إذ قدرت ثروته الصافية بنحو 61.1 مليار دولار.
فتشارلز شريك في ملكية شركة كوك للصناعات ورئيسها والمدير التنفيذي لها منذ عام 1967، بينما شغل أخوه الراحل ديفيد كوك منصب نائب الرئيس التنفيذي. حيث امتلك كل من تشارلز ودايفيد 42% من الشركة متعددة الأنشطة، وهو المشروع التجاري الذى ورثوه عن أبيهم -فريد سي. كوك- ثم عملوا على توسيعه.
ما هي أهم مصادر ثروة تشارلز كوك؟
تشارلز كوك يعتبر واحدًا من أغنى أغنياء العالم الآن، وثروته مشتقة من مصادر متنوعة. وفيما يلي أهم مصادر ثروته:
- شركة كوك للصناعات: تشتمل شركة كوك للصناعات، التي كانت تعمل أصلًا بشكل حصري في تكرير النفط والمواد الكيماوية، على معدات وتقنيات مكافحة التلوث، وتجارة البوليمرات والألياف والمعادن والأسمدة والسلع الأساسية وخدماتها، والمنتجات الإستهلاكية الحراجية، وتربية المواشي. تنتج هذه الشركات مجموعة واسعة من العلامات التجارية المعروفة مثل سجاد ستاينماستر، والعلامة التجارية ليكرا للدائن، وأنسجة كويلتد نورثرن، وكؤوس ديكسي وغيرها.
- الاستثمارات العقارية: يمتلك تشارلز كوك مجموعة واسعة من العقارات التجارية والسكنية في جميع أنحاء العالم، والتي تسهم في زيادة ثروته.
- الاستثمارات في الأسهم والأوراق المالية: يقوم تشارلز كوك بالاستثمار في الأسهم والأوراق المالية لشركات مختلفة، مما يساهم في زيادة ثروته.
- النفط والغاز: يمتلك تشارلز كوك حصصًا في شركات تكرير النفط والغاز، وهذا يعتبر مصدرًا هامًا لثروته، فهو الشريك في ملكية شركة كوك إندستريز، وهي شركة تكرير النفط والغاز الأمريكية الكبرى.
- الاستثمارات الخيرية: يعتبر تشارلز كوك فاعل خير نشط، ويقوم بالاستثمار في العديد من المشاريع الخيرية والمؤسسات التعليمية والصحية.
ما هي أهم الشركات التي يملكها تشارلز كوك؟
يمتلك تشارلز كوك العديد من الشركات والمؤسسات، ومن أهمها:
- شركة Koch Industries: وهي شركة متعددة الجنسيات تعمل في مجالات مختلفة مثل النفط والغاز والكيماويات والورق واللب والأنسجة والإلكترونيات والتجارة والاستثمارات المالية.
- شركة Georgia-Pacific؛ وهي شركة تعمل في مجال صناعة الورق واللب والمنتجات المتعلقة بها.
- شركة Molex؛ وهي شركة تعمل في مجال الإلكترونيات والتكنولوجيا.
- شركة INVISTA؛ وهي شركة تعمل في مجال صناعة الألياف والبوليمرات.
- شركة Flint Hills Resources؛ وهي شركة تعمل في مجال النفط والغاز والتكرير.
وبالإضافة إلى ذلك، يمتلك تشارلز كوك حصة في العديد من الشركات الأخرى، بالإضافة لتنوع استثماراته المالية.
كتاب يلقي الضوء على خفايا شركة صناعات كوك ومسيرته الاستثمارية :
أحد أهم الكتب المتاحة في مجال ريادة الأعمال هو كتاب “كوكلاند” الصادرعام 2019 لمؤلفه الصحفي كريستوفر ليونارد، والذي أراد من خلاله إلقاء الضوء على تاريخ نمو واحدة من أكبر الشركات الخاصة في العالم، وهي شركة “صناعات كوك” “Koch Industries”.
والسبب.. أنه بالرغم من أن “صناعات كوك” تعمل في العديد من الأنشطة والقطاعات بما في ذلك تصنيع الأسمدة والنفط والكيماويات والورق وتجارة السلع والقطاع المالي.
وتحقق في الوقت ذاته إيرادات أكبر من عائدات “جولدمان ساكس” و”فيسبوك” و”يو إس ستيل” مجتمعة، حيث تعد أكبر شركة خاصة في الولايات المتحدة من حيث العائدات.
إلا أن عددًا قليلاً من الأشخاص يعرفون عن أنشطة الشركة، والسبب في ذلك أن كلا الأخوين المليارديرين تشارلز وديفيد كوك أرادا ذلك.
إلى ماذا يهدف تشارلز كوك بدعمه للأعمال الخيرية ؟
تشارلز كوك يسعى لتحقيق عدة أهداف من خلال دعمه للأعمال الخيرية. هنا بعض الأهداف التي يسعى لتحقيقها:
- دعم المؤسسات الخيرية: يقدم تشارلز كوك الدعم المالي لعدد من المنظمات الخيرية، بما في ذلك معهد الدراسات الإنسانية ومركز ماركاتوس و يهدف بذلك إلى تعزيز الأعمال الخيرية ودعم القضايا الاجتماعية والثقافية.
- تعزيز التعليم والبحث: يسعى كوك لتعزيز التعليم والبحث العلمي من خلال دعمه للمؤسسات التعليمية والبحثية. حيث يدعم كوك عددًا من المنظمات التعليمية التحررية (الليبرتارية). بما في ذلك معهد الدراسات الإنسانية ومعهد آين راند، ومركز ميركاتوس في جامعة جورج ماسون، ومعهد ميثاق الحقوق، ومعهد الإدارة القائمة على السوق. هو عضو في جمعية مونت بيليرين. كما شارك في تأسيس معهد كاتو في واشنطن العاصمة.
- تعزيز الحرية الاقتصادية: يعتبر تشارلز كوك من المؤيدين للحرية الاقتصادية ويسعى لتعزيزها. ومن أجل ذلك يساهم في الحزب الجمهوري والمرشحين والجماعات التحررية التي تؤمن بأهمية الحرية الاقتصادية.
- دعم الابتكار وحق الإبداع: من خلال صندوق كوك الثقافي، الذي أسسته إليزابيث، زوجة تشارلز كوك، مولت العائلة أيضًا مشاريع فنية ودعمت فنانين مبدعين. كما كان كوك برفقة أخيه ممولًا هامًا للمجمعات الفكرية التي تضغط لمعارضة التشريعات التنظيمية البيئية.
- تحسين الجودة المعيشية: يهدف كوك أيضًا إلى تحسين جودة المعيشة وتعزيز فرص العمل والازدهار الاقتصادي. يدعم المشاريع التنموية والاقتصادية التي تعمل على تحقيق هذه الأهداف.
لقد أثبت تشارلز كوك بأنه رجل أعمال ناجح وفاعل خير، ويسعى من خلال دعمه للأعمال الخيرية إلى تحقيق تأثير إيجابي في المجتمع وتحسين الحياة للآخرين..
Comments (No)