فوائد البنوك حلال ام حرام

فوائد البنوك حلال ام حرام ؟ هذا السؤال الذي يتكرر بشكل كبير في الآونة الأخيرة. ولكن ، قبل الإجابة على ما إذا كانت فوائد البنوك حلال ام حرام ، لا بدّ من تفسير ما هي فوائد البنوك وما المقصود فيها.

يُقصد بالفائدة ما نتج وكسبهُ الإنسان من غير مالٍ ؛ كالميراث ، والعطيّة ، وأمّا في الاصطلاح المصرفيّ :

فهي الثّمن المدفوع مُقابل استعمال النُّقود ، ويُفرّق بينها وبين الرّبح من حيث أنّ الرّبح يكون بزيادةٍ على ثمن السّلعة مُنذ البداية ، وتكون بنيّة التّجارة ، وأمّا المبلغ الزّائد بغير نيّة التّجارة فهو من قبيل الفوائد ، وينطبق لفظ الفائدة على لفظ الرّبا في الشرع ؛ حيثُ يشتركان في الزّيادة المشروطة على القرض ،

فوائد البنوك حلال ام حرام
فوائد البنوك حلال ام حرام

وتُعرف الفائدة عند الاقتصاديّين :

بأنّها الزّيادة التي يدفعها البنك أو صندوق الادخار على الودائع ، أو الزيادة التي يأخذها البنك مُقابل القُروض.

كما تعرف بأنّها: النّسب التي تأخُذها البُنوك على الأموال المودعة لديها ، أو مُقابل ما تُقدّمهُ لهم من اقتراض.

ولكن ، هل فوائد البنوك حلال ام حرام ؟ تابع معنا عزيزي القارئ لنتعرف على ذلك معًا.

فوائد البنوك حلال ام حرام ؟

لعله من أهم المسائل التي يبحث عنها الكثيرون الذين يودعون أموالهم بالبنوك ويعيشون من فوائدها وأرباحها ، ويلتمسون الحلال ويخافون من الوقوع في الحرام ولو بالخطأ ، وهو ما يعطي أهمية لاستفهام هل فوائد البنوك حرام ام حلال ؟ ،

وهل يختلف الحكم ما إذا كانت فوائد هذه البنوك إسلامية أو وطنية أو دولية أيا كان تصنيفها ، فهذا يهم قطاع كبير من المسلمين ، خاصة وأن فوائد البنك تعد من المستحدثات وإحدى مستجدات العصر الراهن ، بما يجعل السؤال عن هل فوائد البنوك حرام ام حلال ؟ يطرح مرارًا وتكرارًا.

كما عودناكم معنا ، فقد جمعنا فتاوي من أكثر من اتجاه مع التفسير المفصل لكل منها ، حتى تقرر عزيزي القارئ ما إذا كانت فوائد البنوك حلال ام حرام تبعًا للحالة المماثلة لحالتك، فتابع معنا.

فوائد البنوك حلال ام حرام حسب دار الإفتاء المصرية

أجاب الشيخ أحمد ممدوح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية ، على السؤال الأكثر شيوعًا خلال تصريحات تليفزيونية سابقة ، مؤكدًا أن إيداع الأموال في البنوك والاستفادة من الفوائد المترتبة عليها سواء كان البنك من البنوك التقليدية أو من البنوك المسماة بالبنوك الإسلامية جائز.

وأضاف أن «تلك الفتوى هي فتوى دار الإفتاء المصرية في عهد 5 مفتين ، وهم الدكتور محمد سيد طنطاوي والدكتور نصر فيد واصل والدكتور أحمد الطيب والدكتور على جمعة ثم الدكتور شوقي علام».

وتابع: «ثم أنها فتوى مجمع البحوث الإسلامية وهو من أكبر المجامع الفقهية في العالم ، إذن هي فتوى مصرية صدرت عن دار الإفتاء ومجمع البحوث الإسلامية» ، مضيفًا: «اللي خلاهم يقولوا كدا هو تغير الواقع النقدي وتغير واقع البنوك».

وأشار إلى أن قانون البنوك قد تغير في عام 2003 ، وبعد أن كانت الفائدة توصف بأنها قرض أصبحت توصف بأنها استثمار ، مؤكدًا أن الفوائد البنكية حلال.

وكانت دار الإفتاء المصري أكدت أن فوائد البنوك لا تندرج تحت بند الربا عبر حسابها الرسمي على موقع فيس بوك في وقت سابق قائلة:

«إيداع الأموال في البنوك وأخذ فوائد منها جائز شرعًا ولا إثم فيه ، وليس من الربا في شيء ، بل هو من العقود المستحدثة التي تتَّفق مع المقاصد الشرعية للمعاملات في الفقه الإسلامي وتشتدُّ حاجة الناس إليها ، وتتوقَّف عليها مصالحهم ،

فوائد البنوك حلال ام حرام
فوائد البنوك حلال ام حرام

والأرباح التي يدفعها البنك للعميل هي عبارةٌ عن تحصيل ثمرة استثمار البنك لأموال المودعين وتنميتها ، ومِن ثَمَّ فليست هذه الأرباح حرامًا؛ لأنها ليست فوائد قروض ولا منافع تجُرُّها عقود تبرعات ، وإنما هي عبارة عن أرباح تمويلية ناتجة عن عقود تحقق مصالح أطرافها».

فوائد البنوك حلال ام حرام حسب الشيح الإمام ابن باز

حيث من ضمن الأسئلة الكثيرة التي يتم طرحها على سماحة الشيخ الإمام ابن باز ، كان قد تم طرح السؤال التالي :

لدي حساب في أحد البنوك بدون فائدة ، علمًا بأن البنوك تتعامل بالفائدة ، هل تكون أموالي دخلت في حكم الربا؟ وهل علي إثم؟ وهل أسحب رصيدي من البنوك؟ علمًا بأني أخاف ضياعها.

الجواب حول ما إذا كانت فوائد البنوك حلال ام حرام :

لا حرج عليك أن تودع أموالك في البنوك؛ خوفًا عليها من الضياع ، وهذه مسألة ضرورة ، فإذا احتجت إلى ذلك فلا حرج بدون فائدة.

أما إذا تيسر إيداعها في بنوك إسلامية ؛ فتشجع البنوك الإسلامية وتعينها على مهمتها ، فإنها عند ذلك أولى وأحق.

فالبنوك الإسلامية يجب أن تشجع ، ويجب أن تعان ، وإذا وقع منها زلة أو خطأ تنبه على أخطائها ، وتصلح أخطائها حتى تكون منافسة للبنوك الربوية ، وحتى يعتاض المسلمون بها عن البنوك الربوية.

وفي إمكانك أن تودعها في البنوك الإسلامية ، وتأخذ فائدة شرعية في معاملات المضاربة.

أما الفائدة المعينة كعشرة في المائة 10% ، أو 5 % – لا تجوز ؛ لا في البنوك الإسلامية ، ولا في البنوك الربوية ، فهي ممنوعة في جميع الأحوال ، وليس لأحد أن يأخذ فائدة معينة ؛ لا في البنك الإسلامي ، ولا من التاجر المعين ، ولا من البنك الربوي ، ولا من غير ذلك.

الفوائد المعينة ؛ كأن تدفع للبنك الإسلامي ، أو إلى التاجر المعين ، أو إلى البنك الربوي مائة ألف ريال (100,000) ، على أن يدفع لك كل شهر فائدة معينة 10% أو 5% فهذا لا يجوز ، وهذا من الربا.

لكن البنوك الإسلامية تستطيع أن تتصرف بالمال بالطرق الإسلامية؛ كالمضاربة ، وشراء حاجات تبيعها بفائدة ، وتجمع الأرباح ، وتعطي صاحب المال نصيبه من الربح الذي اتفقا عليه؛ وهو ثلث الربح ، أو نصف الربح ، أو خمس الربح على ما اتفقت عليه البنوك الإسلامية مع صاحب المال.

فالحاصل: أنه لا حرج في إيداع المال في البنوك الربوية بدون فائدة ؛ للضرورة والخوف عليه ، ولكن إذا وجدت مندوحة عن ذلك ؛ بأن تودع مالك عند تاجر لا خطر عليه عنده ، أو عند بنوك إسلامية بدون فائدة ، أو تعمل فيها البنوك الإسلامية بالعمل الشرعي والمرابحة الشرعية؛ فهذا كله جائز؛ لئلا تشجع الربا وأهله.

فوائد البنوك حلال ام حرام

ربا البُنوك أو ما يُسمّى بالفوائد ، هي من الرّبا بعينه ، ونُقل الإجماع على تحريم الزّيادة المشروطة على أيّ قرض ، سواءً كانت تلك الودائع تحت الطّلب؛ أو ما يُسمّى بالحساب الجاري ، أو ودائع لِأجل ، أو ودائع بإشعار ، وغير ذلك.

وينبغي على الشّخص أو البنك إيجادُ بدائل عن تلك الودائع التي يؤخذ عليها زيادات وفوائد محرّمة ، كأن تكون تلك الودائع بقصد الاستثمار المشروع ، وبذلك يُصبح الأمر كالمُضاربة.

وأما كونها ربا بعينه؛ فذلك لأنّ العميل يأخذ من البنك مبلغًا مُعيّنًا ، بشرط أن يَرُدّه بزيادةٍ مُعيّنة ، كما يدخُل هذا النّوع من الرّبا في الصّرف ، كمن يشتري نُقودًا دون أن يتمّ القبض في نفس المجلس ، بشرط أن يُردّها بزيادةٍ بنسبةٍ مُعيّنةٍ ،

وقد نهى النّبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- عن السّلف في البيع ، فقال -صلّى الله عليه وسلّم-: (لا يحلُّ سلَفٌ وبيعٌ ، ولا شَرطانِ في بيعٍ ، ولا رِبحُ ما لم تَضمَنْ ، ولا بيعُ ما ليسَ عندَكَ) ، كما ثبت عن جماعةٍ من الصّحابة الكرام نهيهم عن القُروض التي تجرُّ نفعًا.

وأمّا إن كانت هذه الأموال مملوكةً للدّولة ، ولكنّها مودعةً في البُنوك الأجنبيّة ، ثُمّ سجّلت لها فوائدٌ ، فقد أجازت لجنة الإفتاء بالأزهر أخذ هذه الأموال وصرفها في المصالح العامّة للمُسلمين؛ كتعبيد الطُّرق ، وبناء المُستشفيات ، وذلك من قبيل الأخذ بأخفّ الضّررين.

فوائد البنوك حلال ام حرام
فوائد البنوك حلال ام حرام

المحصلة النهائية

هل فوائد البنوك حلال ام حرام ؟ ، فعنها ورد أن القول الفصل في هل فوائد البنوك حلال ام حرام ؟ سواء كانت أرباح وفوائد هذه البنوك إسلامية أو وطنية والكلمة الأخيرة فيها أنها حلال ، نعم فالراجح في الفتوى أن فوائد البنوك حلال شرعًا ، وليست من الربا ، وذلك سواء كانت من البنوك التي تسمي نفسها إسلامية أو البنوك الوطنية.

ولكن ، كما وجدنا في مقالنا فـ لا زال هناك بعض الجماعات الإسلامية التي تصنّف فوائد البنوك ، بعضها أو جميعها ، على أنها حرام. ندعو الله أن يثبتنا على الرأي الصحيح وبإمكانك عزيزي القارئ مطابقة حالتك مع الحالات الواضحة التي تم ذكرها حتى تقرر ما إذا كانت فوائد البنوك حلال ام حرام بالنسبة إليك. تعرف معنا هل القرض حلال ام حرام أيضًا.

Comments (No)

اترك تعليقا