أثار عدم الاستقرار المالي الأخير الناجم عن انهيار البنوك الأمريكية مخاوف بشأن استقرار الأنظمة المصرفية، مما أدى إلى زيادة الاهتمام بالعملات الرقمية، كبديل للأنظمة المصرفية التقليدية.
ذلك وعلى الرغم من أن استخدام العملات الرقمية لا يزال مجالًا جديدًا وغير منظم نسبيًا، وهناك مخاطر مرتبطة باستخدامه.
فمنذ الإعلان عن بدأ انهيار البنوك الأمريكية بثلاثة بنوك في الولايات المتحدة في ما يعتبر أكبر إفلاس بنكي يحدث منذ الأزمة الاقتصادية عام 2008، والمخاوف تتزايد من انتشار هذه الظاهرة وتأثيرها على البنوك والأفراد حول العالم.
وهذا بدوره قد أسرع من تبني الناس حول العالم لأنظمة الكريبتو وزيادة شعبية سوق العملات الرقمية.
يذكر أيضاً أن البيتكوين قد وُلدت في أعقاب الأزمة المالية لعام 2008م كعملة مشفرة لامركزية ولا تعتمد على البنوك أو أي طرف ثالث يدير المنظومة.
وهاهي الآن تبدأ دورة جديدة مستغلة الأزمة المالية الحالية.
فيما يلي رأي المحللين والخبراء في اتجاهات سوق العملات الرقمية و البيتكوين الحالية والقادمة:
يصعد البيتكوين مستغلاً انهيار البنوك الأمريكية
من الواضح للعيان أن مشاكل القطاع المصرفي العالمى باتت أكبر مغذي لشعبية سوق العملات الرقمية و البيتكوين بشكل خاص.
فقد أرتفع سعر البيتكوين (BTC) في الأشهر الأخيرة بشكل مفاجئ مجدداً، متجاوزاً لمستوى الدعم المهم 30,000 دولار (24,100 جنيهًا إسترلينيًا) لأول مرة منذ يونيو 2022م.
حيث تحركت العملة في الاتجاه المعاكس للأسهم المصرفية بعد حادثة انهيار بنك سيليكون فالي وبنك سيجنيتشر وبنك سيلفر غيت، وحققت مكاسب تزيد عن الـ70% منذ بداية العام 2023، مما يظهر استغلال البيتكوين حادثة إنهيار البنوك الثلاث والأزمة المصرفية خير إستغلال.
وقد أشار المحللون صراحتًا إلى أن ارتفاع أسعار البيتكوين منذ بدايات العام الجاري كان مرتبطًا بالأزمة المصرفية في الولايات المتحدة.
لقد كان 20% من الأمريكيين يستثمرون بالفعل في العملات الرقمية، وقد زاد هذا المعدل بعد حوادث الأزمة المصرفية.
حيث أثبتت البيتكوين والعملات الرقمية الآخري أنها تصلح لأن تكون نظام مالي بديل، مما يسلط ضوءًا جديداً على ثورة العملات الرقمية القادمة وإمكانية تحقيق الشمول المالي العالمي إذا حدث تبني عالمي لها.
إذا كنت مهتما بالتداول ب العملات الرقمية فولت ،يمكنك الاطلاع على مقال شرح منصة بينانس Binance.
صعود سوق العملات الرقمية تمهيد لنظام مالي عالمي جديد
يعتقد المحللون أن صعود عملة البيتكوين والأصول الرقمية الأخرى في مواجهة انهيار البنوك الأمريكية يمكن أن يكون مجرد البداية.
فعلي ما يبدوا قد تسببت الأزمة المصرفية في تحول نموذجي جديد للبيتكوين، والذي يُنظر إليه مرة أخرى على أنه نسخة رقمية من المعدن الأصفر وفقًا للمحللين.
لقد صرح المحللون في بيرنشتاين أن « الفارق بين أسعار الفائدة على سندات الخزانة ومعدلات الودائع المصرفية سيستمر في توسيع البنوك، حيث تؤدي الميزانيات العمومية الضعيفة إلى موجة أخرى من الهجرة الجماعية إلى أسواق المال».
كما أوضحوا « إنقاذ السفينة، سيتعين على بنك الاحتياطي الفيدرالي اللجوء إلى خفض قيمة الدولار وطباعة النقود، مما سيعيد البيتكوين إلى دوره باعتباره الذهب الرقمي».
على وجه التحديد، أشار المحللون في برنشتاين إلي أن « ما سيحدث الآن، من وجهة نظرنا، هو دورة تشفير جديدة، يقودها هجرة جماعية إلى محافظ ذاتية تُستخدم كحسابات ادخار وتمثل انفجار مفاجئ للابتكار المالي في سلاسل بلوكتشين.»
أيضاً « مع استمرار التأثيرات من الدرجة الثانية لعمليات السحب (تجميد الائتمان، وضغوط الهامش، وقضايا جودة الأصول)، نتوقع أن يبدأ القطاع المصرفي في الكشف عن تصدعات في القطاع، مما يدفع بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض تصنيف الدولار في وقت سابق ».
مما يعني أن الضغوط على البنوك التقليدية ستجعل العملاء يتبنون المبادئ الأساسية للعملات الرقمية، مثل الملكية الذاتية والشفافية، في تجاربهم المصرفية الخاصة.
وهذا بدوره يرسخ فكرة أن الفرد يمكن أن يتحول «لبنك خاص»، وفى النهاية ستكون هذه الفكرة اعتقاد شائع.
كما ذكر المحللون «إن الإشارة إلى الملاذ الآمن ستؤدي إلى دورة تشفير جديدة، مما يدفع بالمحافظ الرقمية لتصبح حسابات توفير على السلسلة».
مشيرين إلى أن «كل دورة تدفع منحنى تبني العملات الرقمية إلى الأمام – أي العملات من خلال الابتكار الرئيسي والاعتماد على نطاق أوسع.»
أخيرًا، اختتم المحللون في برنشتاين بالقول إن « عام 2023 سيكون عام التوسع الكبير، ونمو المحافظ ذاتية الإدارة، واعتماد التمويل اللامركزي من قبل الأفراد والمشاركين المؤسسيين ».
Comments (No)